الحرام [عقبة بن الأزرق بن عمرو](١) وكانت داره لاصقة بالمسجد الحرام من ناحية وجه الكعبة ، والمسجد يومئذ ضيّق ليس بين جدار المسجد وبين المقام إلا شيء يسير ، فكان يضع على حرف [داره](٢) ـ وجدار داره وجدار المسجد واحد (٣) ـ مصباحا كبيرا ، فيضيء له وجه الكعبة والمقام وأعلى المسجد. انتهى.
فهذا يقتضي أن آخر المسجد كان من هذه الجهة خلف المقام بيسير.
وذكر في بناء عبد الله بن الزبير أن باب دار الندوة شارع في المسجد ، وذكر أن بين بابها وموضع الصف الأول مثل ما بينه وبين الرواق (٤) الأول من المسجد اليوم. اه.
فهذا يقتضي أن حدّ المسجد من هذه الجهة كان إلى نصف ما بين موضع الصف الأول والرواق.
وذكر ابن [جبير](٥) في رحلته لما ذكر ذرع المسجد : وكان على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم صغيرا ، وقبة زمزم خارجة عنه.
وفي مقابلة الركن الشامي (٦) رأس سارية ثابتة في الأرض منها كان (٧) حد الحرم أولا ، وبين [رأس](٨) السارية والركن الشامي من الكعبة اثنان
__________________
(١) في الأصل : عقبة عمر بن الأزرق. وهو خطأ (انظر : الأزرقي ، الموضع السابق).
(٢) في الأصل : جداره. والمثبت من الأزرقي.
(٣) وردت الجملة المعترضة في الأصل بعد قوله : شيء يسير. وقد أثبتناها في مكانها كما في الأزرقي.
(٤) الرواق : هو المسافة المحصورة بين صفين من العقود (التراث المعماري ص : ١٢٠).
(٥) في الأصل : حبان. وهو خطأ (وانظر رحلة ابن جبير ص : ٧٧).
(٦) في الأصل زيادة : من.
(٧) في الأصل زيادة : على.
(٨) قوله : رأس ، زيادة من رحلة ابن جبير.