التي عند باب إبراهيم ، وكان في جدار الجانب الغربي [باب](١) يقال له : باب الخياطين ، وكان بقربه دار تسمى دار زبيدة بنت جعفر المنصور (٢) ، فسقطت تلك الدار على جدار المسجد فانكسرت أخشابه ، وسقطت وانهدمت أسطوانتان من أسطوانات المسجد ، ومات تحت ذلك الهدم عشرة رجال ، وكان عامله بمكة يومئذ هارون بن إسحاق ، وقاضيها يوسف بن يعقوب ، فلما رفع هذا الأمر إلى بغداد أمر أبو أحمد الواثق (٣) بعمل ذلك على يد عامله ، وجهّز إليه مالا لأجل عمارة ما ذكر ، فشرع في عمارة ما ذكر ، وجدّد سقفه وأقام الاسطوانتين وأقام عقودهما ، وكمل في سنة [اثنتين](٤) وسبعين ومائتين (٥). انتهى.
ثم المعتضد (٦) ، فمما وقع في أيامه من عمارة المسجد الحرام : زيادة دار الندوة وإدخالها في المسجد الحرام من الجانب الشامي [ملصقة](٧) إلى رواق الجانب المذكور ، وهذا المحل يسمى دار الندوة ، وكانت دار الندوة في زمن الجاهلية يجتمع فيها صناديد قريش عند مشاورتهم لأمر مهم ، وليس هذه الزيادة في عين دار الندوة بل محلها في تلك الأماكن لا على اليقين ؛ لأن محلها من خلف مقام الحنفي إلى آخر هذه الزيادة ، وكانت دار الندوة بعد
__________________
(١) في الأصل : بابا.
(٢) هي زبيدة زوج هارون الرشيد وأم ولي عهده الأمين ، ونسب المأمون والمعتصم إليها تجوزا ، وكانت قد زارت الحجاز ، وأدخلت فيه بعض الإصلاحات ، وبنت العمائر وأجلها عين زبيدة التي بمكة (انظر ترجمتها في : تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٣ ، والعقد الثمين ٨ / ٢٣٦).
(٣) هذا من وهم المؤلف انظر : تعليقنا في الصفحة السابقة.
(٤) في الأصل : اثنين.
(٥) الإعلام (ص : ١٣٦ ـ ١٣٧).
(٦) أي : ثم رفع الأمر إلى المعتضد. وانظر هذه الأخبار في : الإعلام (ص : ١٤٣ ـ ١٤٨).
(٧) في الأصل : بلصقه. والتصويب من الإعلام (ص : ١٤٣).