الله. قال : ولهذا الفعل أصل.
قال الواقدي : كان بلال رضياللهعنه يقف عند باب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : السلام عليك يا رسول الله وربما قال : السلام عليك يا رسول الله بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، السلام عليك يا رسول الله.
قال البلاذري : فلما استخلف أبو بكر كان سعد القرظي يقف على بابه فيقول : السلام عليك يا خليفة رسول الله ورحمة الله ، حي على الصلاة ، الصلاة يا خليفة رسول الله. وزاد مثله في عمر. وما زال المؤذنون يسلمون على الخلفاء وأمراء الأعمال بعد السلام الصلاة ، فيخرج الخليفة أو الأمير هكذا كان العمل مدة بني أمية ثم مدة خلافة بني العباس. فلما ترك خلفاء بني العباس واستولوا العجم سلّم المؤذنون في أيامهم على الخليفة بعد الأذان للفجر فوق المنارة ، فلما انقضت أيامهم غيّر السلطان صلاح الدين رسومهم فجعل المؤذنين عوض السلام على الخليفة السلام على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واستمر ذلك قبل الأذان للفجر في كل ليلة بمصر والشام والحجاز ، ثم أمر السلطان صلاح الدين أن يزيدوا في ليلة الجمعة الصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم فاستمر ذلك إلى شعبان سنة سبعمائة وإحدى (١) وسبعين ، ثم أمر المحتسب نجم الدين أن يزيدوا في الصلوات الخمس بعد الأذان الصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم ما عدا المغرب ، وبعد أذان الصبح الثاني ، وكذا أذان الجمعة ، فتكون الصلاة على النبي قبل ذلك ، واستمر ذلك في بلاد مصر والشام والحجاز ما عدا بلاد المغرب ، فإنهم يؤذنون فقط ثم تقام الصلاة.
__________________
(١) في الأصل : إحدى.