المالكي في الصفة ، يجلسون فيه آغاوات الحرم ، أي : [الذين](١) يعتقونهم الناس ويهدونهم لخدمة المطاف. انتهى.
وقد نقل مقام الحنبلي إلى مكانه الذي هو به الآن ، وكان ابتداء العمل يوم السبت ٢٢ صفر سنة ١٣٠١ ، وحيث كان المحراب الأول يمنع [اعتدال](٢) الصف إن صلى الشافعي ، وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «سوّوا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة» ، فلهذا نقل وبني على هذه الصفة ، وصار تسوية الصف ، وذلك في دولة مولانا السلطان الغازي (٣) عبد الحميد خان وأمير مكة سيدنا عون الرفيق ، وشيخ الحرم الوزير عثمان باشا ، والمهندس صادق بيه من مهندسي الآستانة. اه.
ومما أحدث في الحرم لمصلحة : مخزن مسقّف خلف سقاية العباس كان يحطّ فيه الزيت ، ثم بعد ذلك صار لحفظ الصرّ (٤) الوارد لأهالي مكة ، فوضع فيه سنين ثم ترك. أنشأه حسين باشا المعمار في حدود العشرين بعد الألف. ذكره علي بن عبد القادر الطبري.
قلت : هو الآن يوضع فيه الشماعدين التي يوقد فيها الشمع ، قدام البيت الحرام ، وهو الآن بيد أغوات الحرم.
وأما ما يقوله العوام بأنه بيت اليهودية امتنعت عن بيعه ، وأن الصلاة
__________________
(١) في الأصل : الذي.
(٢) في الأصل : اعتدل. والتصويب من الغازي (١ / ٦٨٣).
(٣) الغازي : كلمة تركية مأخوذة من اللغة العربية بمعنى : المجاهد (الشناوي ـ الدولة العثمانية ١ / ١١) وهي صفة كان يلقب بها سلاطين الدولة العثمانية ، وهذا دلالة على نشأته الجهادية.
(٤) الصرّ : هو المال الخارج من دار الخلافة لإقامة شعائر الحرمين الشريفين ولوازمهما وجيرانه أهل الأراضي الحجازية ، وكان مقداره ٣٠٠٠ دينارا في عهد بايزيد الأول ، ثم زيد عليه في عهد بايزيد الثاني حتى بلغ ١٤٠٠٠ دينارا.