ـ وهي هذه الموجودة في زماننا ـ ، وغير قبة زمزم وبناها على الصفة الموجودة في زماننا ، ونقش مقام إبراهيم بالذهب ، ونقش المقامات كذلك ، وجعل أعلاها مصفحا بالرصاص وكانت قبل ذلك طبطابا (١) ، وجعل في مقام الحنفي رصافتين مطليتين بالذهب ، وباقي المقامات رصافة واحدة ، والرصافة الهلال ، وكتب ذلك في حجر رخام بالنقر ، وألصق في مقام الحنفي وذلك في دولة السلطان محمد خان رحمهالله. انتهى. منائح [الكرم](٢).
ومن ذلك : تعمير حاشية المطاف من خارج ، [وكانت](٣) من بعد أساطين المطاف [الشريف دائرة حول المطاف](٤) مفروشة بالحصباء ، يدور بها دور حجارة مبنية منحوتة حول الحاشية كالإفريز لها ، فأمر الوزير سنان باشا بفرش هذه الحاشية بالحجر الصوان المنحوت ، ففرشت في أيام الموسم [وصار محلا لطيفا دائرا بالمطاف من بعد أساطين المطاف](٥) ، وصار ما بعد ذلك مفروشا بالحصباء الصغار كسائر المسجد ، كل ذلك في زمن السلطان سليم خان رحمهالله. ذكره القطبي (٦).
وفي سنة ألف ومائة وأربعين فرش الحرم الشريف بالحجارة المنحوتة ، وأزيل ما كان فيه من الطبطاب جميعه على يد باكير باشه في دولة السلطان أحمد ، وكان ابتداء العمل أول يوم من صفر.
__________________
(١) الطبطاب : الأخشاب العريضة (لسان العرب ، مادة : طبب).
(٢) في الأصل : الكرام. وانظر الخبر في : منائح الكرم (٤ / ٢٢٥ ـ ٢٢٧).
(٣) في الأصل : وكان. والتصويب من الإعلام (ص : ٣٦٨).
(٤) ما بين المعكوفين زيادة من الإعلام ، الموضع السابق.
(٥) ما بين المعكوفين زيادة من الإعلام ، الموضع السابق.
(٦) الإعلام (ص : ٣٦٨).