وعند غيره : أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من [الصلاة](١) في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كما تقدم من حديث ابن الزبير رضياللهعنه.
وذكر الطحاوي في شرح الآثار (٢) : أن الرجل يوجب على نفسه أن يصلي في مكان فيصلي في غيره.
واعلم أن التفضيل هذا مختص بالفرائض ، وصلاة النوافل في البيوت أفضل من المسجد ، لحديث عبد الله بن سعد : لأن أصلي في بيتي أحب إليّ من أن أصلي في المسجد (٣). وحديث ابن ثابت : خير الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة (٤).
فإن قيل : قد جاء عن ابن عباس رضياللهعنهما : أن حسنات الحرم كل حسنة بمائة ألف حسنة ، وهذا يدل على أن المراد بالمسجد الحرام في فضل تضعيف الصلاة في الحرم جميعه ؛ لأنه عمم التضعيف في جميع الحرم. أجاب عنه الشيخ محب الدين الطبري (٥) بأنا نقول : بموجب حديث ابن عباس : أن حسنة الحرم مطلقا بمائة ألف ، لكن المسجد مخصوص بتضعيف ذلك على ذلك ، والصلاة في مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم بألف صلاة ، كل صلاة بعشر حسنات ، كما جاء عن الله عزوجل ، فتكون بعشرة آلاف حسنة ، والصلاة في المسجد الحرام بمائة [صلاة في مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد بيّنا أنها في مسجده بعشرة آلاف ، فتكون الصلاة في المسجد الحرام بألف ألف
__________________
(١) في الأصل : الصلوات. والتصويب من البحر العميق (١ / ١٩).
(٢) شرح معاني الآثار (٣ / ١٢٥).
(٣) أخرجه ابن ماجه (١ / ٤٣٩ ح ١٣٧٨) ، والبيهقي (٢ / ٤١١) ، وابن خزيمة (٢ / ٢١٠) ، والمقدسي في الأحاديث المختارة (٩ / ٤٠٩).
(٤) أخرجه البخاري (١ / ٢٥٦ ح ٦٩٨) ، ومسلم (١ / ٥٣٩ ح ٧٨١).
(٥) القرى (ص : ٦٥٨ ـ ٦٥٩).