سنة ألف ومائتين [وخمس](١) وسبعين ، وكانت حجارة مرضومة في ذلك المحل يقال : إنه مسجد إبراهيم ، وليس هو خليل الرحمن ، وإنما هو رجل آخر.
وفي ذلك المحل شجّ في صخرة من جهة المشرق يقول الناس : إن هذا المحل كان الحجر الأسود فيه زمن الطوفان إلى زمن إبراهيم عليهالسلام فأخذه من هذا المحل ، ولم أر أثرا ولا خبرا صحيحا ما يدل على ذلك ، وأنه كان في هذا المحل بعينه. والله أعلم.
وروى وهب بن منبه : أن قبر آدم عليه الصلاة والسلام فيه ، في غار الكنز ، وليس معروفا.
وقيل : بمسجد الخيف بمنى ، وقيل غير ذلك ، وكذا قبر شيث على ما قيل مع أبيه.
وله فضائل شتى ؛ منها : أن الكعبة تزف إلى الجنة كما تزف العروس.
وأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أذّن عليه على بعض الروايات.
ومنها : أنه أبو الجبال ، وأن الجبال امتدت منه.
ومنها : أنه من الجبال التي تكون بالجنة. ذكره القرشي.
وقال الفاكهي (٢) : إن الدعاء يستجاب فيه. وأن وفد عاد قدموا إلى مكة للسقيا إلى قومهم فأمروا بالطلوع على أبي قبيس للدعاء ، فاستجاب الله لهم. انتهى.
ومنها : جبل حراء (٣) وهو على ثلاثة أميال من مكة ، على ما ذكره
__________________
(١) في الأصل : خمسة.
(٢) أخبار مكة للفاكهي (٥ / ١٣٦ ـ ١٣٧).
(٣) حراء : الجبل الشامخ ذو الرأس الأزلج المقابل لثبير الأثبرة من الشمال ، بينهما وادي