صاحب المطالع ، وهو على يسار الذاهب إلى منى ، وهو جبل عالي يراه الناظر مثل القبة ، وسمى بعضهم هذا الجبل : جبل النور ، وأهل مكة يطلقون على هذا الجبل جبل النور وعليه غار حراء ، ولعمري! إنه كذلك لمجاورة النبي صلىاللهعليهوسلم فيه وتعبده فيه ، وما خصه الله بالكرامة بالنداء للنبي صلىاللهعليهوسلم ، ونزول الوحي على النبي صلىاللهعليهوسلم فيه ، وذلك في غار في أعلاه من جهة القبلة ، وهو مشهور يؤثره الخلف عن السلف ويقصدونه بالزيارة ، وهو الذي كان يتحنث فيه النبي صلىاللهعليهوسلم الليالي ذوات العدد.
وأما ما ذكره الأزرقي في تاريخه (١) من أن النبي صلىاللهعليهوسلم أتى هذا الجبل واختفى فيه من المشركين من أهل مكة في غار في رأسه مما يلي القبلة ، فليس هذا بمعروف ، كما ذكره القرشي. والمعروف : أن النبي صلىاللهعليهوسلم لم يختبئ من المشركين إلا في غار ثور بأسفل مكة. انتهى.
لكن يؤيد ما ذكره الأزرقي ما قاله عياض ثم السهيلي في الروض الأنف (٢) ، أن قريشا حين طلبوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان على ثبير ، وثبير على ما ذكره صاحب المطالع : أنه الجبل المقابل لحراء وبينهما الوادي ، وهو جبل عال يرى فوقه خرء الطير كثيرا ، وهو على يمين الذاهب إلى الطائف وحراء
__________________
أفاعية ، يأخذه (أفاعية) الطريق من مكة إلى الشرق مارا باليمانية ، ويسمى اليوم جبل النور ، وقد وصل اليوم عمران مكة إلى سفوحه الغربية ، يرتفع حراء ٢٠٠ م عن سطح البحر (معجم معالم الحجاز ٢ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩).
وقال ياقوت الحموي : هو جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال منها ، وكان النبي صلىاللهعليهوسلم قبل أن يأتيه الوحي يتعبد فيه ، وفيه أتاه جبريل عليهالسلام ، وهو أحد الجبال التي بنيت منها الكعبة على أرجح الآراء (معجم البلدان ٢ / ٢٣٣).
(١) الأزرقي (٢ / ٢٨٨).
(٢) الروض الأنف (١ / ٤٠٠).