على يساره ، فقال له ثبير : اهبط عني يا رسول الله فإني أخاف أن تقتل فيعذبني الله ، فناداه حراء : إليّ يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم. انتهى ما ذكره القرشي (١).
ثم قال : يحتمل أن النبي صلىاللهعليهوسلم اختبأ من المشركين في واقعة أخرى ، ثم اختبأ في ثور في واقعة الهجرة. انتهى.
قال القطب بعد ذكر ما تقدم (٢) : قلت : لم ينقل وقوع ذلك له صلىاللهعليهوسلم مرتين ، وليس في حديث السهيلي : أن حراء لما نادى النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الاختباء من المشركين خصوصا ، وقد قال السهيلي لما نقل هذا الحديث في الهجرة ، قال : وأحسب في الحديث أن ثورا ناداه لما قال له ثبير : اهبط عني. انتهى.
وفي المواهب اللدنية (٣) : وهذا الغار الذي في جبل حراء مشهور بالخير والبركة ، يشهد له حديث بدء الوحي الثابت في الصحيحين وغيرهما ، وأورد ابن أبي جمرة سؤالا [وهو أنه : لم](٤) اختص صلىاللهعليهوسلم بغار حراء ، فكان يخلو فيه ويتحنث به بدون غيره من المواضع؟ [ولم لم يبدله](٥) في أول تحنثه؟
أجيب عن ذلك : بأن هذا الغار له فضل زائد على غيره من قبل أن يكون فيه منزويا مجموعا لتحنثه ، وهو يبصر منه بيت ربه ، والنظر إلى البيت عبادة ، فكان له فيه ثلاث عبادات ، وهو الخلوة ، والتحنث ، والنظر إلى البيت ، وجمع هذه الثلاثة أولى من الاقتصار على بعضها دون بعض ، وغيره
__________________
(١) البحر العميق (٣ / ٢٩٤).
(٢) الإعلام ص : ٤٧ ـ ٤٨).
(٣) المواهب اللدنية (١ / ٢٠٣).
(٤) في الأصل : وهو لما. والتصويب من المواهب اللدنية ، الموضع السابق ، والبحر العميق (٣ / ٢٩٤).
(٥) في الأصل : ولما لم يبدو له.