ذلك خاصة. اه.
وقوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) [الفتح : ٢٧] ، وقوله تعالى : (بِبَطْنِ مَكَّةَ) [الفتح : ٢٤] وقوله تعالى : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) [الشورى : ٧] ، وقوله تعالى : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين : ٣] ، وقوله تعالى : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) [القصص : ٥٧] فهذه الآيات أنزلها الله بمكة خاصة وغيرها من الآيات البينات.
غريبة : إنك إذا دخلت مكة شرفها الله تعالى في أيّ وقت من النهار والليل فإنك تجد ما تطلبه فيها ، ولا يبيت [فيها](١) أحد إلا شبعان ، وتجد الفواكه الربيعية والخريفية والصيفية في كل وقت.
ومما يحكى : أن رجلا من أهل الشام أتى إلى الحج ، فلما دخل مكة شرفها الله تعالى رأى فيها من كل الفواكه مما لا يحصى ، وجلست تلك الفواكه في سوقها فتعجب من ذلك ، وقال : نحن في بلادنا مع كثرة البساتين لم تمكث في السوق إلى الليل ، ولا بد أن تكون بساتين مكة أكثر من بساتيننا ، فخرج خارج البلد يتفرج على بساتينها فلم يرى إلا جبالها محدقة بها ، فتعجب في نفسه ، وأمسى عليه الليل فنام في أحد جبالها ، فلما كان وقت السحر وإذا ناس معهم جمال بلا حمول وقد أناخوها وهو ينظر إليهم ، وصاروا يعبؤون الحجارة من ذلك المحل في خيش ويحملونها على إبلهم ، فتبعتهم وهم يسيرون إلى المكان الذي يبيعون فيه ، فأناخوا إبلهم وفكوا الحمول من عليها ، وأنا مشاهد لهم ، وإذا هي فواكه من كل جنس (٢) ،
__________________
(١) قوله : فيها ، زيادة من ب.
(٢) هذه من الأشياء التي لا يصدقها عقل ، فمع قناعتنا بمباركة مكة ، إلا أن ما رواه المؤلف في ذلك يعد من الخزعبلات والأباطيل.