إسماعيل. انتهى من روح البيان (١).
فدعا قال : اللهم رب اجعل ... إلخ كما تقدم.
وقوله تعالى : (وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) [الحج : ٢٥].
قال ابن العربي قدّس سره في الفتوحات المكية (٢) في الباب العشرين وأربعمائة ما نصه : اعلم أن الله تعالى قد عفى عن الخواطر التي لا تستقر عندنا إلا بمكة شرفها الله تعالى ؛ لأن الشرع ورد أن الحق تعالى يؤاخذ من أراد الظلم فيها ، ولهذا كان سبب سكن ابن عباس بالطائف ؛ احتياطا لنفسه رضياللهعنه ، وإنما نكّره (٣) في الآية قوله : (بِظُلْمٍ) ؛ ليتجنب الساكن بالحرم كل ظلم.
وقال في علوم الباب التاسع [والستين](٤) وثلاثمائة : اعلم أن حديث النفس إنما يكون مغفورا إذا لم يعمل أو يتكلم ، والكلام عمل ، فيؤاخذ به العبد من حيث ما هو متلفظ به ؛ كالغيبة والنميمة ، فإن العبد يؤاخذ بذلك ويسأل عنه من حيث لسانه ولا يدخل الهم بالشيء في حديث النفس ؛ لأن الهم بالشيء له حكم آخر في الشرع خلاف حديث النفس ، ولذلك مواطن ؛ كمن يرد في الحرم المكي إلحاد بظلم فإن الله أخبر أنه يذقه من عذاب أليم ، سواء وقع منه ذلك الظلم الذي أراده أم لم يقع. وأما في غير المسجد الحرام المكي فإنه غير مؤاخذ بالهم فإن لم يفعل ما همّ به كتبت له حسنة إذا ترك
__________________
(١) روح البيان (١ / ٢٢٧).
(٢) لم أقف عليه في المطبوع.
(٣) قوله : نكره ، مطموس في الأصل. والمثبت من الغازي (١ / ٥٨).
(٤) في الأصل : وستين.