الحسني عدة حروب آخرها سنة [ثمان عشرة](١) وستمائة ، جمع قتادة جموعا وسيرها مع أخيه ومعه ابنه الحسن بن قتادة (٢) ، فلما بعدوا بلغ الحسن أن عمه قال لبعض الجند : إن أخي قتادة مريض ، وهو ميت لا محالة ، وطلب منهم أن يحلفوا له إن مات أخوه أن يكون هو الأمير على مكة بعد أخيه ، فجمع الحسن عند ذلك جماعة من الجند ، وأرسل إلى عمه ، وأحضر الأشراف ومماليك أبيه ، وقال لعمه : أنت قلت كذا وكذا ، فأنكر عمه ذلك ، فأمر الحسن بقتل عمه فامتنعوا وقالوا : أنت أميرنا وهذا أميرنا [ولا](٣) نقدر [أن](٤) نقتل أحدا منكم ، فقام إليه مملوكا لأبيه وقال له : نحن عبيد أبيك فأمرنا بما شئت ، فأمره بقتل عمه ، فوضع عمامة عمه في حلقه وقتله. فلما بلغ قتادة ذلك اغتاظ ، وحلف ليقتل ابنه الحسن. فلما بلغ ذلك الحسن من بعض أصحابه ، وأشار عليه أن يقتل أبيه قبل أن يقتله ، فعاد الحسن إلى مكة وقصد دار أبيه في نفر يسير ، فرأى على الباب جماعة كثيرة ، فصرفهم ودخل الحسن على أبيه قتادة ، فلما رآه أبوه سبه وبلغ في ذمه وتهدده ، فوثب الحسن على أبيه فخنقه في جماد الآخر سنة ستمائة [وثمان عشرة](٥) لوقته ، ثم خرج إلى الحرم وحضر الأشراف ، وقال : إن أبي قد اشتد مرضه ، وقد أمركم أن تحلفوا لي على أن أكون أميركم ،
__________________
(١) في الأصل : ثمانية عشر.
(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٤١) ، وغاية المرام (١ / ٥٨٠) ، والعقد الثمين (٣ / ١٠٠٨) ، وذيل الروضتين (١٢٣) ، والنجوم الزاهرة (٦ / ٢١٠) ، والأعلام (٢ / ٢١١).
(٣) في الأصل : ولم.
(٤) قوله : أن ، زيادة على الأصل.
(٥) في الأصل : وثمانية عشر.