ولاية الحسن إلى سنة [تسع عشرة](١) وستمائة إلى أن أخذها منه الملك المسعودي (٢) صاحب اليمن. قدم إليها سنة تسع عشرة وستمائة حاجا من اليمن ، ثم عاد إلى اليمن ولم يقم باليمن إلا يسيرا ، فحدثته نفسه بقصد مكة وانتزاعها من الحسن ، وكان الحسن قد أساء السيرة في الأشراف ومماليك أبيه ، وتفرقوا عنه ولم يبق معه إلا القليل ، فقدم الملك المسعودي قيس بن الملك الكامل أيوب إلى مكة في رابع ربيع الأول سنة عشرين وستمائة ، فلقيه الحسن بالمسعى وقاتله ببطن مكة ، ثم انهزم الحسن وفارق مكة بمن معه ، وتولى مكة المسعودي وأقام حسام الدين من طرفه على مكة ، وعاد إلى اليمن ، ومضى الحسن إلى دمشق فلم ير بها وجها ، ثم إلى بغداد فلم ير بها قبولا ، وكاد أن يقتل. ولم تزل مكة في ولاية المسعودي حتى مات سنة ستمائة [وست](٣) وعشرين.
ثم وليها ابنه الكامل إلى أن تغلب على اليمن المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول ، فجهز العساكر إلى مكة وأخذها ، وولى عليها الشريف راجح بن قتادة ، وأقام له الخطبة ، واستمر إلى سنة ستمائة [وسبع](٤) وأربعين.
ثم تولى [أبو سعد](٥) حسن بن قتادة (٦) ، واستمر إلى أن قتل سنة
__________________
(١) في الأصل : تسعة عشر. وكذا وردت في الموضع التالي.
(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٤١) ، وغاية المرام (١ / ٥٨٩) ، والعقد الثمين (٦ / ٢٥٥).
(٣) في الأصل : ستة.
(٤) في الأصل : سبعة.
(٥) في الأصل : أبو سعيد. وانظر مصادر ترجمته.
(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٤٤) ، وغاية المرام (١ / ٦٣٣) ، والعقد الثمين (٣ / ٣٩٧).