ووقعت بمصر فتنة انزعج منها السلطان ، ثم انطفئت فكان أول من بشّر السلطان بإطفائها عنان بن مغامس ، فشكره السلطان وأنعم عليه ، وأن يكون شريكا لعلي بن عجلان في إمارة مكة ، فسافر عنان من مصر ثاني عشر ربيع الآخر بعد أن استخدم عدة من الترك ، وكان وصوله مكة في شعبان من هذه السنة ، واستقر شريكا لعلي ، واصطلحا على أن يكون القواد مع عنان والأشراف مع علي ، وأن يقيم كل منهم بمكة ما شاء ولا يدخلها إلا لضرورة ، فلم ينتظم الأمر ، ونهب ركب اليمن وبعض المصريين.
وفي الأخبار المستفادة : واستمر عنان شريكا لعلي حتى فارقها متخوفا من آل عجلان ؛ لأنهم أرادوا الفتك به في المسعى في صفر سنة [أربع](١) وتسعين وسبعمائة ، وقطع ذكره في الخطبة وعلى زمزم بعد المغرب ، ثم آل الأمر إلى أن توجها إلى مصر واجتمعا عند السلطان ، وأجلس علي فوق عنان ، وأعطى الملك الظاهر عليا مالا وخيلا ومن الحبوب شيئا كثيرا ، ورجع إلى مكة وسار سيرة حسنة ، وأقام عنان بمصر محبوسا معزولا حتى مات في ربيع الأول سنة [خمس](٢) وثمانمائة ، وكان شجاعا كريما ، ذا رأي ، له نظر إلا أنه قليل الحظ. توفي وله من العمر [ثلاث وستون سنة](٣). انتهى.
ودخل علي بن عجلان وقت الموسم عام أربعة وتسعين وسبعمائة ،
__________________
(١) في الأصل : أربعة.
(٢) في الأصل : خمسة.
(٣) في الأصل : ثلاثة وستين. وقوله : سنة ، زيادة من ب.