من طرف الهند يكون لصاحب مصر خاصة ، فمضى بركات وهو واليا على مكة ، وحمل معه أباه الحسن ، وكان قد دفن في حوش [الأشرف](١) بارسباي بالصحراء ودفنه بالمعلا.
قال الفاضل صلاح الدين في تاريخه : كان السيد حسن فيه [خير كثير ، واحتمال زائد](٢) ، وحياء ، ومروءة عظيمة وصدقات ، وله مآثر [عظيمة](٣) ، منها : رباط للرجال وآخر للنساء ، واستأجر أوقاف البيمارستان وعمّر أوقافه وجميع ما يحتاج إليه ، وجدد رباط رامشت المدعو بناظر الجيش ، وانفرد بأشياء كثيرة وخيرات عظيمة عمّن تقدمه من الأمراء. انتهى.
ولما تولى الشريف بركات حسنت سيرته في الناس ، وغمر الخلق خيره وبره ، ولما مات الأشرف واستقر الظاهر جقمق طلبه إلى مصر ، فامتنع من التوجه إليه خوفا منه بسبب واقعة وقعت له معه لما حج وهو أمير عام سبعة وعشرين ، فعند ذلك رام الظاهر أن يولي أخاه عليا ، وكان عنده بالقاهرة ، فلم يوافقه على ذلك بعض من كان يعتمد عليه من أركان دولته ، وما زال الشريف بركات أميرا على مكة بعد عزله عنها مرتين ثم يعاد إليها ، وطلبه الظاهر مرة فتوجه وقابله الظاهر في الرميلة وأكرمه غاية الإكرام ، وشرط عليه أن يبطل النزلة ، وهي عادة أكابرهم : أن يستجير بهم الغريم من مطالبة حق أو غيره ، فيمنع عنه غريمه ، وكثر الفساد بذلك ، وكان شجاعا كريما ، له بمكة من المآثر ، منها رباط بمكة للرجال وغير ذلك ،
__________________
(١) في الأصل : الأشراف.
(٢) في الأصل : خيرا كثيرا واحتمالا زائدا.
(٣) في : عظيم.