العباد ، وقطع دابر أهل الفساد. فكانت القوافل والأحمال تسير بكثرة الأموال مع آحاد الرجال ولو في المهالك والمخاوف ، وخافه كل مقدم فاتك ، صاحب فراسة.
حكي أنه سرق من الفرضة بجدة قماش وأموال ، ولم يكسر بابها ، ولا نقب جدارها ، ولا أثر يحال عليه لمعرفة المطلوب والطالب ، بل حبل مسدول من بعض الجوانب ، فلما عرض عليه الحبل شمه ثم قال : هذا حبل عطّار ، ثم رفعه لبعض خدمه وأمره أن يدور على العطارين ، فعرفه بعضهم وقال : هذا الحبل اشتراه مني فلان رجل من جماعة أمير جدة ، فوجدت السرقة عنده (١).
وفي ثمان بعد الألف أمر أمراء الحج أن يلبسوا الخلعة الكبرى ولده أبو طالب ، وهو يومئذ أكبر أولاده ، وولي عهده في بلاده ، والخلعة الثانية لولده عبد المطلب ، فلبسها أياما إلى أن رمي بسهم الحمام على أنه لم يمت من بقيت مآثره ونشرت من بعده ما طوى مفاخره ، فكيف بمن خلف ذكرا حسنا من أولاد كرام وذرية فخام ، فأولاده الذكور : حسين ، وأبو طالب ، وباز وسالم ، وأبو القاسم ، ومسعود وعبد المطلب ، وعبد الكريم ، وإدريس ، وعقيل ، وعبد الله ، وعبد المحسن ، وعبد المنعم ، وعدنان ، وفهيد ، وشنبر ، والمرتضى ، وهزاع ، وعبد العزيز ، وجود الله ، وعبيد الله ، وبركات ، ومحمد الحارث ، وقايتباي ، وآدم ، والبنات سبعة عشر.
تنبيه : أشراف مكة وما حولها تفرعت من حسن ؛ لأن ذوي حسين من حسين ، والعبادلة من عبد الله ، وذوي عبد الكريم من عبد الكريم ،
__________________
(١) خلاصة الكلام (ص : ٥٨).