وفي مائتين وأربعين سمع أهل [خلاط](١) صيحة عظيمة من جو السماء مات منها خلق كثير ، ووقع برد بالعراق كبيض الدجاج ، وخسفت ثلاثة عشر قرية من المغرب.
وفي [مائتين وواحد](٢) وأربعين ماجت النجوم في السماء وتناثرت الكواكب مثل الجراد أكثر من الليل وكان أمر مزعج.
وفيها : مات الإمام أحمد بن حنبل. حكاه في تاريخ الخميس (٣).
وفي مائتين اثنين وأربعين تزلزلت الأرض زلزلة عظيمة بتونس وأعمالها والري (٤) وخراسان ونيسابور (٥) وطبرستان (٦) ، وتشققت الأرض
__________________
(١) في الأصل : أخلاط. والتصويب من تاج تواريخ البشر (٣ / ٢٤٦).
وخلاط : بكسر أوله وآخره طاء مهملة ، وهي قصبة أرمينية الوسطى ، فيها الفواكه الكثيرة والمياه الغزيرة ، وببردها في الشتاء يضرب المثل ، ولها البحيرة التي ليس لها في الدنيا نظير يجلب منها السمك المعروف بالطريخ إلى سائر البلاد ، وهي من عجائب الدنيا.
(معجم البلدان ٢ / ٣٨٠ ـ ٣٨١).
(٢) في الأصل : مائة واحد.
(٣) تاريخ الخميس (٢ / ٣٣٨). وانظر : تاج تواريخ البشر (٣ / ٢٤٦).
(٤) الري : مدينة مشهورة ، كثيرة الفواكه والخيرات ، وهي محط الحاج على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال ، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا ، وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا ، ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ، ومن أبهر إلى زنجان خمسة عشر فرسخا (معجم البلدان ٣ / ١١٦).
(٥) نيسابور : مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة ، معدن الفضلاء ومنبع العلماء ، لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها ، واختلف في تسميتها بهذا الاسم ، فقال بعضهم : إنما سميت بذلك ؛ لأن سابور مرّ بها ، وفيها قصب كثير ، فقال : يصلح أن يكون ههنا مدينة ، فقيل لها : نيسابور (معجم البلدان ٥ / ٣٣١).
(٦) طبرستان : هي بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم ، خرج من نواحيه من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه ، والغالب على هذه النواحي الجبال ، فمن أعيان بلدانها : دهستان ، وجرجان ، واستراباذ ، وآمل وهي قصبتها ، وسارية وهي مثلها ، وشالوس وهي مقاربة لها (معجم البلدان ٤ / ١٣).