الأودية ، قال : فمنها عقيق عارض اليمامة : وهو واد واسع مما يلي العرمة يتدفّق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء ، قال السكوني : عقيق اليمامة لبني عقيل فيه قرى ونخل كثير ويقال له عقيق تمرة ، وهو عن يمين الفرط منقطع عارض اليمامة في رمل الجزء ، وهو منبر من منابر اليمامة عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن عليه أمير ، وفيه يقول الشاعر :
تربّع ليلى بالمضيّح فالحمى ، |
|
وتحفر من بطن العقيق السواقيا |
ومنها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل ، وقال غيره : هما عقيقان : الأكبر وهو مما يلي الحرّة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلي الحمى ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى قصر المراجل ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى البقيع ، والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة ، وفي عقيق المدينة يقول الشاعر :
إني مررت على العقيق ، وأهله |
|
يشكون من مطر الربيع نزورا |
ما ضرّكم إن كان جعفر جاركم |
|
أن لا يكون عقيقكم ممطورا؟ |
وإلى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالعقيقي ، له عقب وفي ولده رياسة ، ومن ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي أبو القاسم ، كان من وجوه الأشراف بدمشق ، ومدحه أبو الفرج الواوا ، ومات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة ٣٧٨ ودفن بالباب الصغير ، وفي هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى قد ذكرت بأسمائها في مواضعها من هذا الكتاب ، وقال القاضي عياض : العقيق واد عليه أموال أهل المدينة ، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين ، وقيل ستة ، وقيل سبعة ، وهي أعقّة أحدها عقيق المدينة عقّ عن حرّتها أي قطع ، وهذا العقيق الأصغر وفيه بئر رومة ، والعقيق الأكبر بعد هذا وفيه بئر عروة ، وعقيق آخر أكبر من هذين وفيه بئر على مقربة منه : وهو من بلاد مزينة ، وهو الذي أقطعه رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس ، فعلى هذا يحمل الخلاف في المسافات ، ومنها العقيق الذي جاء فيه : إنك بواد مبارك ، هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو الأقرب منها ، وهو الذي جاء فيه أنه مهلّ أهل العراق من ذات عرق ، ومنها العقيق الذي في بلاد بني عقيل ، قال أبو زياد الكلابي : عقيق بني عقيل فيه منبر من منابر اليمامة ذكره القحيف بن حميّر العقيلي حيث قال :
أأمّ ابن إدريس ألم يأتك الذي |
|
صبحنا ابن إدريس به فتقطّرا؟ |
فليتك تحت الخافقين ترينه |
|
وقد جعلت درعا عليها ومغفرا |
يريد العقيق ابن المهير ورهطه ، |
|
ودون العقيق الموت وردا وأحمرا |
وكيف تريدون العقيق ودونه |
|
بنو المحصنات اللابسات السّنّورا؟ |
ومنها عقيق ، ولا يدخلون عليه الألف واللام : قرية قرب سواكن من ساحل البحر في بلاد البجاه يجلب منها التمر هندي وغيره ، ومنها العقيق : ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، فقضى به لبني جرم ، فقال معاوية بن عبد