رجلا فقالوا : هؤلاء نساء والنساء لا يقاتلن فننسأ أمرها الآن إلى أن يعود رجالهن ، فتركوها ومضوا فسمّوا بذلك نساء ، والنسبة الصحيحة إليها نسائيّ وقيل نسويّ أيضا ، وكان من الواجب كسر النون : وهي مدينة بخراسان ، بينها وبين سرخس يومان ، وبينها وبين مرو خمسة أيام ، وبين أبيورد يوم ، وبين نيسابور ستة أو سبعة ، وهي مدينة وبئة جدّا يكثر بها خروج العرق المدينيّ حتى إن الصيف قلّ من ينجو منه من أهلها ، وقد خرج منها جماعة من أعيان العلماء ، منهم : أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي القاضي الحافظ صاحب كتاب السنن وكان إمام عصره في علم الحديث وسكن مصر وانتشرت تصانيفه بها وهو أحد الأئمة الأعلام ، صنّف السنن وغيرها من الكتب ، روى عن قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وإسحاق بن شاهين وإسحاق بن منصور الكوسج وإسحاق بن موسى الأنصاري وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وأحمد بن بكار بن أبي ميمونة وعيسى بن حماد ورغنة والحسن ابن محمد الزعفراني ، قدم دمشق فسمع هشام بن عمّار ودحيما وجماعة كثيرة يطول تعدادهم ، روى عنه أحمد ابن عمير بن جوصا ومحمد بن جعفر بن ملّاس وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو الميمون بن راشد وأبو الحسن بن خذلم وأبو بشر الدولابي وهو من أقرانه وأبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ النياموزي الطبراني وأبو سعيد الأعرابي وأبو جعفر الطحاوي وغيرهم ، وسئل عن مولده فقال : أشبه أن يكون سنة ٢١٥ ، وسئل أبو عبد الرحمن النسائي عن اللحن يوجد في الحديث فقال : إن كان شيء تقوله العرب ، وإن كان لغة غير قريش فلا تغيّر لأن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، كان يكلم الناس بكلامهم ، وإن كان مما لا يوجد في لغة العرب فرسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، لا يلحن ، وسئل أبو عبد الرحمن بدمشق عن فضائل معاوية فقال : معاوية لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل ، فما زالوا يدفعون في خصيته حتى أخرج من المسجد ، قال الدارقطني : فقال : احملوني إلى مكة ، فحمل إليها وهو عليل فتوفي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وكانت وفاته في شعبان سنة ٣٠٣ ، وقال أبو سعيد ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي إنه مات بفلسطين في صفر من هذه السنة ، وأبو أحمد حميد بن زنجويه واسمه مخلد بن قتيبة بن عبد الله وزنجويه لقب مخلد الأزدي النسوي وهو صاحب كتاب الترغيب وكتاب الأموال ، وكان عالما فاضلا ، سمع بدمشق هشام بن عمّار ، وبمصر عبد الله بن صالح وسعيد بن عفير ، وسمع بقيسارية وحمص وبالعراق يزيد بن هارون والنضر بن شميل وأبا نعيم وأبا عاصم النبيل وحج وسمع بمكة ، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيّان وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم ، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البنّاء : نسا مدينة بخراسان. ونسا : مدينة بفارس. ونسا : مدينة بكرمان ، وقال الرّهني : نسا من رساتيق بمّ بكرمان. ونسا : مدينة بهمذان.
وأبرق النساء : في ديار فزارة ، وقال الشاعر في الفتوح يمدّ نساء :
فتحنا سمرقند العريضة بالقنا |
|
شتاء وأوعسنا نؤمّ نساء |
فلا تجعلنّا يا قتيبة والذي |
|
ينام ضحى يوم الحروب سواء |
نِسَاحٌ : بالكسر ، وآخره حاء مهملة ، والنّسح والنّساح : ما تحاتّ عن التمر من قشره وفتات