أن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، قال : رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت : يا جبرائيل ما هذه المدينة؟ قال : هذه نصيبين ، فقلت : اللهم عجّل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين! وسار عياض بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل الرّها ، قال : كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين الذين معه أصيبوا بالعقارب ، فكتب إليه يأمره أن يوظف على كل حيز من أهل المدينة عدّة من العقارب مسمّاة في كل ليلة ، ففعل فكانوا يأتون بها فيأمر بقتلها حتى قلّت ، وقال سيف : بعث سعد بن أبي وقّاص سنة ١٧ من الكوفة عياض ابن غنم لفتح الجزيرة ، وغير سيف يقول : إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة ، قال عند ذلك ابن عتبان :
ألا من مبلغ عني بجيرا : |
|
فما بيني وبينك من تعادي |
فإن تقبل تلاق العدل فينا |
|
فأنسى ما لقيت من الجهاد |
وإن تدبر فما لك من نصيب |
|
نصيبين فتلحق بالعباد |
وقد ألقت نصيبين إلينا |
|
سواد البطن بالخرج الشداد |
لقد لقيت نصيبين الدواهي |
|
بدهم الخيل والجرد الوراد |
وقال بعضهم يذكر نصيبين : وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر ، وقال آخر يذم نصيبين فقال :
نصيب نصيبين من ربها |
|
ولاية كل ظلوم غشوم |
فباطنها منهم ، في لظى ، |
|
وظاهرها من جنان النعيم |
وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان ، منهم : الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ ، قدم دمشق وحدث بها في سنة ٣٤٤ عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصوّاف ومحمد ابن خالد الراسبي البصري وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم ، روى عنه تمام بن محمد وأبو العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ولم يذكر وفاته ، ونصيبين أيضا : قرية من قرى حلب ، وتلّ نصيبين أيضا : من نواحي حلب. ونصيبين أيضا : مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم ، بينها وبين آمد أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حرّان ، ومن قصد بلاد الروم من حرّان مرّ بها.
النُّصَيْعُ : تصغير النصع الذي مرّ قبله : مكان بين المدينة والشام ، وقيل بالباء والضاد ، قال ذلك الحازمي.
نَصِيلُ : قال السكري : تصيل ، بالتاء بنقطتين فوقها : بئر في ديار هذيل ، ونصيل ، بالنون : شعبة من شعب الوادي ، وأنشد :
ونحن منعنا من نصيل وأهلها |
|
مشاربها من بعد ظمء طويل |