وبالزابيين نفوس ثوت ، |
|
وأخرى بنهر أبي فطرس |
أولئك قوم أناخت بهم |
|
نوائب من زمن متعس |
هم أضرعوني لريب الزمان ، |
|
وهم ألصقوا الرّغم بالمعطس |
فما أنس لا أنس قتلاهم ، |
|
ولا عاش بعدهم من نسي |
لابَةُ : وضع بعينه ، قال عامر بن الطفيل : ونحن جلبنا الخيل من بطن لابة فجئن يبارين الأعنّة سهمّا
اللاتُ : يجوز أن يكون من لاته يليته إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم الشرّ ، ويجوز أن يكون من لات يليت وألت في معنى النقص ، ويقال : ريث أليت الحقّ أي أحيله ، وقيل : وزن اللات على اللفظ فعه والأصل فعله لويه حذفت الياء فبقيت لوه وفتحت لمجاورة الهاء وانقلبت الفاء وهي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه ، وقيل : أصلها لوهة فعلة من لاه السراب يلوه إذا لمع وبرق وقلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين : وهو اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزّى ، قالوا : وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجّاج في الزمن الأول ، وقيل : عمرو بن لحيّ الخزاعي حين غلبت خزاعة على البيت ونفت عنه جرهم جعلت العرب عمرو بن لحيّ ربّا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة لأنه كان يطعم الناس ويكسو في الموسم فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة وكسا عشرة آلاف حلة ، حتى إن اللّات كان يلتّ له السويق للحجّ على صخرة معروفة تسمى صخرة اللات ، وكان اللات رجلا من ثقيف ، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ : لم يمت ولكن دخل في الصخرة ، ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنيانا يسمّى اللات ، ودام أمر عمرو وولده بمكة نحو ثلاثمائة سنة ، فلما مات استمروا على عبادتها وخففوا التاء ، ثم قام عمرو بن لحيّ فقال لهم : إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر ، يعني تلك الصخرة ، ونصبها لهم صنما يعبدونها ، وكان فيه وفي العزّى شيطانان يكلمان الناس ، فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها بيتا وجعلت لها سدنة وعظمته وطافت به ، وقيل : كانت صخرة بيضاء مربعة بنت عليها ثقيف بنية وأمرهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بهدمها عند إسلام ثقيف ، فهي اليوم تحت مسجد الطائف ، وكان أبو سفيان بن حرب أحد من وكل إليه فهدمه ، وقال ابن حبيب : وكانت اللات لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة وكسوة وكانوا يحرّمون واديه فبعث رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه ، وكان سدنته آل أبي العاص بن أبي يسار ابن مالك من ثقيف ، وقال أبو المنذر بعد ذكر مناة : ثم اتخذوا اللات ، واللات بالطائف وهي أحدث من مناة ، وكانت صخرة مربعة وكان يهوديّ يلتّ عندها السويق وكانت سدنتها من ثقيف بنو عتّاب بن مالك وكانوا قد بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب تسمي زيد اللات وتيم اللات ، وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم ، وهي التي ذكرها الله تعالى في القرآن فقال : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ،) الآية ، ولها يقول