نجيّ الحضرميّين على أبوابهما أيّاماً بالكوفة ، وكانا شيعيّين ، وذلك بأمر معاوية ، وقد عدّهما الحسين بن عليّ رضي الله عنهما على معاوية في كتابه إليه : ألستَ صاحب حُجر والحضرميّين اللذين كتب إليك ابن سميّة أنّهما على دين عليٍّ ورأيه. فكتبت إليه : مَن كان على دين عليٍّ ورأيه فاقتله ومثّل به ؛ فقتلهما ومثّل بأمرك بهما؟! ...» (١).
أمّا مسلم المذكور ، فلم نجد له ـ فعلاً ـ ترجمةً ..
وأمّا عبد الله بن نجيّ ، فمن رجال النسائي وأبي داود وابن ماجة ، ترجم له في تهذيب الكمال فقال : «كان أبوه على مطهرة عليّ». ثمّ ذكر روايته عن عليّ والحسين وحذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر (٢).
تسيير الآلاف من الكوفة إلى خراسان
وكان من إجراءات زياد بن أبيه في الكوفة أنْ سيّر آلافاً من أهل الكوفة ـ وفيهم بعض الرجالات ـ بعيالاتهم إلى خراسان ...
قال البلاذري : «ثمّ ولّى زيادُ بن أبي سفيان الربيعَ بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين خراسان ، وحوّل معه من أهل المصرين ـ يعني الكوفة والبصرة ـ زهاء خمسين ألفاً بعيالاتهم ، وكان فيهم بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو عبد الله ، وبمرو توفّي أيّام يزيد بن معاوية ، وكان أيضاً أبو برزة الأسلمي عبد الله بن نضلة ، وبها مات ، وأسكنهم دون النهر.
__________________
(١) المحبَّر : ٤٧٩ لمحمّد بن حبيب البغدادي ، المتوفّى سنة ٢٤٥ ؛ انظر : ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٢٧٧ رقم ٧٥١
(٢) تهذيب الكمال ١٠ / ٥٨٦ رقم ٣٥٩٧