قد أوضحنا في ما تقدّم دور معاوية في استشهاد الإمام عليهالسلام في العراق ، وقد توصّلنا في دراستنا إلى أنّ معاوية بعد أن عزم على العهد لابنه يزيد ، تمكّن من القضاء على سائر المعارضين ، أو إسكات من تمكّن من إسكاته منهم ، ببذل الأموال أو التهديد ، فأزال العقبات حتّى لم يبق إلّا الإمام الحسين سيّد الشهداء عليهالسلام وعبد الله بن الزبير ، لكنّه كان عارفاً بالإمام وملكاته النفسيّة ، ثمّ موقعيّته في المجتمع والأُسرة الهاشمية خاصّة ...
على أنّه كان قد تعهّد أن لا يبغي للإمامين السبطين الحسن والحسين عليهماالسلام سوءاً.
ولمّا اغتال الإمام السبط الأكبر ـ على يد جعدة بنت الأشعث ـ وشاع الخبر وافتُضح أمام المسلمين ، فلم ير من مصلحته أن يتعرّض لأبي عبد الله عليهالسلام ...
فقام بتدبير مؤامرةٍ ضدّ الإمام عليهالسلام ، ونسّق مع أتباعه في الكوفة والخوارج المناوئين لأهل البيت عليهمالسلام هناك ، وأمر ولاته في البلاد أن يقوم كلٌّ منهم بالدور المناسب ، فجعلوا يطاردون الإمام من داخل الحجاز ، من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة إلى العراق ، في حين تدعوه كتب