أهل الكوفة إلى التوجّه إليهم ... فأرسل إليهم ـ أوّلاً ـ ابن عمّه وثقته مسلم ابن عقيل ... وأمره بالستر والكتمان ... وهنا لعب والي الكوفة دوره ، حتّى انكشف أمر مسلم وشيعته ... فخرجت وصيّة معاوية بتولية عبيد الله بن زياد على الكوفة ، فكان ما كان ...
ثمّ جاء دور يزيد ...
فطبّق الخطّة بجميع أطرافها ... فقد رأينا كيف ولّى عبيد الله بن زياد على الكوفة وأمره بقتل مسلم بن عقيل ، ثمّ أمر بقتل الإمام عليهالسلام بعد اتّخاذ الإجراءات اللازمة في الكوفة وضواحيها ... فلمّا امتثل ابن زياد الأمر ونفّذه حسنت حاله عند يزيد ـ الذي كان يكرهه في زمن معاوية ـ ، ثمّ أمر بحمل الرؤوس الطاهرة وعيالات الإمام عليهالسلام إلى الشام ... إلى آخر ما ذكرناه في الباب السابق.
والكلام الآن ... في دور حزب بني أُميّة ورؤساء الخوارج ، وأنّه هل كان لوجهاء شيعة أهل البيت عليهمالسلام في الكوفة دور في قتل الإمام عليهالسلام ، أوْ لا؟
لقد علمنا أنّ الكتب كانت تتوارد على الإمام إلى المدينة منذ عهد معاوية ، ثمّ جعلت تتواصل ولم تنقطع حتّى الأيام الأخيرة من حياة الإمام في الحجاز ...
فهل كانوا جميعاً شيعةَ الإمام؟!
وهل شارك الشيعة في قتله عليهالسلام؟!
يقول بعض الكتّاب من أنصار بني أُميّة : إنّ شيعة الكوفة هم الّذين دعوه ، وخذلوه ، وقتلوه!