فقلت : قد أجازها العلماء الورعون ، منهم : أحمد بن حنبل» (١).
كلام الآلوسي
وقال شهاب الدين الآلوسي البغدادي بتفسير قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُم) (٢) ما ملخّصه :
«واستدلّ بها أيضاً على جواز لعن يزيد ـ عليه من الله تعالى ما يستحقّ ـ : نقل البرزنجي في الإشاعة ، والهيثمي في الصواعق ، أنّ الإمام أحمد لمّا سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال : كيف لا يُلعن من لعنه الله تعالى في كتابه؟!
فقال عبد الله : قد قرأت كتاب الله عزوجل فلم أجد فيه لعن يزيد؟!
فقال الإمام : إنّ الله تعالى يقول : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُمْ) الآية ؛ وأيّ فسادٍ وقطيعة أشدّ ممّا فعله يزيد؟! انتهى.
وعلى هذا القول ، لا توقّف في لعن يزيد ؛ لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيّام تكليفه ، ويكفي ما فعله أيّام استيلائه بأهل المدينة ومكّة ، فقد روى الطبراني بسندٍ حسن : اللهمّ من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يُقبل منه
__________________
(١) الردّ على المتعصّب العنيد : ٦
(٢) سورة محمّد ٤٧ : ٢٢