أمّا الإمام الحسن السبط عليهالسلام ... فلأنّ معاوية قد عاهده على رجوع الأمر إليه من بعده ، حتّى إنّ الأحنف بن قيس أيضاً قد ذكّره بذلك (١) ... فكان أن صمّم على القضاء عليه ، فدسّ إليه السمّ على يد جعدة بنت الأشعث بن قيس ، في قضيّة مفصّلةٍ اتّفق على روايتها رواة الفريقين ...
تجد ذلك في سائر كتب أصحابنا ، كالكافي والإرشاد ومناقب آل أبي طالب ، وغيرها (٢).
وقال ابن عبد البرّ : «قال قتادة وأبو بكر ابن حفص : سمّ الحسن بن علي ، سمّته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي. وقالت طائفة : كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك ...
قال : ذكر أبو زيد عمر بن شبّة وأبو بكر بن أبي خيثمة ، قالا : حدّثنا
__________________
(١) فقد قال له : إنّ أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيّاً» ؛ انظر : الإمامة والسياسة ١ / ١٩١
(٢) الكافي ١ / ٤٦٢ باب مولد الحسن عليهالسلام ح ٣ ، الإرشاد ٢ / ١٥ ، مناقب آل أبي طالب ٤ / ٤٧ ـ ٤٨ ، كشف الغمّة ١ / ٥٨٤ ـ ٥٨٥ ، الاحتجاج ٢ / ٧١ ـ ٧٣ ح ١٥٩ و ١٦٠.
وانظر من كتب الجمهور ـ مثلاً ـ : المنتظم ٤ / ٤٨ ـ ٤٩ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٥ ، تاريخ الخميس ٢ / ٢٩٣ ، العقد الفريد ٣ / ٣٥١