موسى بن إسماعيل ، قال : حدّثنا أبو هلال ، عن قتادة ، قال : دخل الحسين على الحسن ، فقال : يا أخي إنّي سُقيت السمَّ ثلاث مرار ، لم أُسْقَ مِثْل هذه المرّة ، إنّي لأضَعُ كَبدي.
فقال الحسين : مَنْ سقاك يا أخي؟
قال : ما سؤالك عن هذا؟! أَتريدُ أن تقاتلهم؟! أَكِلُهُم إلى الله.
فلمّا مات ورَد البريد بموته على معاوية ، فقال : يا عجباً من الحسن ، شرب شربةً من عسل بماء رومة ، فقضى نحبه.
وأتى ابن عبّاس معاوية ، فقال له : يا بن عبّاس! احتسب الحسن ، لا يحزنك الله ولا يسوؤك.
فقال : أمّا ما أبقاك الله لي يا أمير المؤمنين فلا يحزنني الله ولا يسوؤني.
قال : فأعطاه على كلمته ألف ألف وعروضاً وأشياء ، وقال : خُذها واقْسِمْها على أهلك.
حدّثني عبد الوارث ، حدّثنا قاسم ، حدّثنا عبد الله بن رَوح ، حدّثنا عثمان بن عمر بن فارس ، قال : حدّثنا ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : كنّا عند الحسن بن عليّ ، فدخل المخرج ثمّ خرج ، فقال : لقد سُقِيت السمَّ مراراً وما سُقيتُه مثلَ هذه المرة ، لقد لفظتُ طائفة من كبدي ، فرأيتني أَقلِبُها بعودٍ معي.
فقال له الحسين : يا أخي! مَنْ سقاك؟!
قال : وما تُريد إليه؟! أتريد أن تقتله؟!
قال : نعم.