وقد بعثت إليك برؤوسهما مع هانئ بن أبي حيّة والزبير بن الأروح التميمي ، وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة ، فليسألهما أمير المؤمنين عمّا أحبّ من أمرهما ، فإنّ عندهما علماً وصدقاً وورعاً ، والسلام.
فكتبَ إليه يزيد :
أمّا بعد ، فإنّك لم تَعْدُ أن كنت كما أُحبّ ، عملت عمل الحازم ، وصُلْتَ صولة الشجاع الرابط الجأشِ ، وقد أغنيت وكفيت وصدّقت ظنّي بك ورأيي فيك ، وقد دعوتُ رسولَيْك فسألتهما وناجيتهما ، فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت ، فاستوصِ بهما خيراً.
وإنّه قد بلغني أنّ حسيناً قد توجّه إلى العراق ، فضع المناظر والمسالح واحترسْ ، واحبس على الظنّة ، واقتُل على التهمة ، واكتب إليّ في ما يحدث من خبرٍ إن شاء الله» (١).
كتاب عمرو بالأمان
قالوا : ولمّا خرج الإمام عليهالسلام من مكّة كتب عمرو بن سعيد مع أخيه يحيى في جندٍ أرسلهم إليه : «إنّي أسأل الله أن يلهمك رشدك ، وأن يصرفك عمّا يرديك ، بلغني أنّك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق ،
__________________
(١) الإرشاد ـ للشيخ المفيد ـ ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٣ ، الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٥ / ٦٩ ـ ٧٠ ، الأخبار الطوال : ٢٤٢ ، وقعة الطفّ : ٧٧ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ف ١٠ ، مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهر آشوب ـ ٤ / ١٠٢ ، بحار الأنوار ٤٤ / ٣٥٩ ب ٣٧ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٣٤ رقم ١٣٧٤ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٧٠ ، مروج الذهب ٣ / ٦٠ ، المنتظم ٤ / ١٤٥ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٩٨ ، البداية والنهاية ٨ / ١٢٦