فإنّي أُعيذك بالله من الشقاق ، فإنْ كنت خائفاً فأقبل إليَّ ، فلك عندي الأمان والبرّ والصلة» (١).
أقول :
فهو لم يتعرّض للإمام بسوء ، بل كتب إليه يعطيه الأمان ويعده البرّ والصلة والإحسان!!
ثمّ إنّ يحيى ومن معه حاولوا الحيلولة دون خروجه ، وتدافع الفريقان ، وبلغ ذلك عمرو بن سعيد ، فأرسل إليهم يأمرهم بالانصراف (٢).
ولكنّ عمرو بن سعيد الأشدق قد كتب في الحال إلى عبيد الله بن زياد :
«أمّا بعد ، فقد توجّه إليك الحسين ، وفي مثلها تعتق أو تكون عبداً تسترقّ كما تسترقّ العبيد» (٣).
أقول :
فانظر ما معنى ذلك؟!
هذا ، وقد جاء في بعض التواريخ أنّه قد خرج من مكّة مع الإمام
__________________
(١) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٦ رقم ١٣٧٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٠٢ ، بغية الطلب ٦ / ٢٦١٠ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٩١ رقم ١٣٠٥ ، البداية والنهاية ٨ / ١٣١ ، مختصر تاريخ دمشق ٧ / ١٤١
(٢) انظر : أنساب الأشراف ٣ / ٣٧٥ ، الأخبار الطوال : ٢٤٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٠١
(٣) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٩ رقم ١٣٧٤ ، تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٢ رقم ١٥٦٦