عليهالسلام نحو العراق ستّون شيخاً من أهل الكوفة (١).
لكنْ مَن كان هؤلاء؟ وهل بقوا معه؟ وماذا كان مصيرهم؟
وكتب ابن عبّاس ليزيد : «وما أنس من الأشياء ، فلستُ بناسٍ اطّرادك الحسين بن عليّ من حرم رسول الله إلى حرم الله ، ودسّك إليه الرجال تغتاله ، فأشخصته من حرم الله إلى الكوفة» (٢).
ثمّ إنّه عليهالسلام ما زال يخبر من معه بمقتله ، وإنّ من يبقى معه منهم فإنّهم سيقتلون.
فتارةً يشبّه نفسه بيحيى بن زكريّا ويقول : «إنّ من هوان الدنيا على الله تعالى أنّ رأس يحيى بن زكريّا أُهدي إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل» (٣).
وأُخرى : يخبرهم عن رؤيا رآها ، فقال : «قد رأيت هاتفاً يقول : أنتم تسيرون والمنايا تسير بكم إلى الجنّة ؛ فقال له ابنه عليّ : يا أبة! أفلسنا على الحقّ؟! فقال : بلى يا بنيّ والذي إليه مرجع العباد. فقال له : يا أبة! إذاً لا نبالي بالموت» (٤).
ومرّةً أُخرى أخبرهم بذلك ، «قالوا : وما ذاك يا أبا عبد الله؟! ... قال : رأيت كلاباً تنهشني ، أشدّها علَيَّ كلب أبقع» (٥).
وثالثةً : لمّا اعتذر بعض الناس من نصرته قال : «... فإنّه من سمع
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٢ رقم ١٥٦٦
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٣
(٣) الملهوف على قتلى الطفوف : ١٠٢
(٤) الملهوف على قتلى الطفوف : ١٣١ ـ ١٣٢
(٥) كامل الزيارات : ٧٥ ب ٢٣ ح ١٤