والربيعُ أوّل مَن أمر الجندَ بالتناهد ، ولمّا بلغه مقتل حُجر بن عديّ الكندي غمّه ذلك ، فدعا بالموت ، فسقط من يومه فمات ، وذلك سنة ثلاث وخمسين ، واستخلف عبد الله ابنه ...» (١).
وروى الطبري ، أنّه لمّا بلغه خبر حُجر قال : «لا تزال العرب تُقتل صبراً بعده ، ولو نفرت عند قتله لم يُقتل رجل منهم صبراً ، ولكنّها أقرّت فذلّت» (٢).
وفي هذا الخبر قرائن على أنّ الّذين سيّرهم كانوا كلّهم أو كثيرٌ منهم من الموالين لأهل البيت عليهمالسلام ؛ ثمّ هل يصدّق الخبر بأنّه دعا بالموت فسقط فمات بصورة طبيعيّة؟!
آخر ما عزم زياد على فعله
قالوا : وكان آخر ما عزم على فعله زياد في الكوفة سنة ثلاث وخمسين هو : أن جمع الناس ، فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ، ليعرضهم على البراءة من عليّ ، فمن أبى ذلك عرضه على السيف (٣).
__________________
(١) فتوح البلدان : ٤٠٠ ـ ٤٠١
(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٢٤٠ حوادث سنة ٥٣ ه
(٣) انظر : مروج الذهب ٣ / ٢٦ ، تاريخ دمشق ١٩ / ٢٠٣