ونتعرّض في ما يلي لأهمّ الوقائع التي مرّ بها الإمام عليهالسلام في طريقه من مكّة إلى العراق ، كما ذكرها الرواة والمؤرّخون :
أخذه العِير في التنعيم
قالوا : خرج الإمام عليهالسلام من مكّة يوم التروية ، وسار هو وأصحابه فمرّوا بالتنعيم ، فرأى بها عِيراً قد أقبلت من اليمن بعث بها بَحير ابن رَيْسان من اليمن إلى يزيد بن معاوية ، وكان عامله على اليمن ، وعلى العِير الوَرْس والحُلل ، فأخذها الحسين وقال لأصحاب الإبل : مَنْ أحبّ منكم أن يمضي معنا إلى العراق أَوْفَينا كِراءه وأحسنّا صُحْبته ، ومَنْ أحبّ أن يفارقنا من مكاننا أعطيناه نصيبه من الكِراء ؛ فمَن فارق منهم أعطاه حقّه ، ومن سار معه أعطاه كراءه وكساه (١).
الإمام والفرزدق في الصفاح
ثمّ سار ، فلمّا انتهى إلى الصفاح .. قال ابن الأثير : لقيه الفرزدق الشاعر فقال له : أعطاك اللهُ سُؤلك وأملك في ما تحبّ.
__________________
(١) انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٠١