القولُ بلعن يزيد
قد تقدّم أنّه قول أحمد بن حنبل ، حكاه عنه جماعة من الأعيان ، كابن الجوزي وابن حجر المكّي وغيرهما (١).
منشور الخليفة العبّاسي
وهو قول المعتضد ، الخليفة العبّاسي ، الذي أخرج كتاباً في ذمّ بني أُميّة ، فقال فيه عن معاوية ويزيد :
«ومنه إيثاره بدين الله ، ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد المتكبّر الخمّير ، صاحب الديوك والفهود والقرود ، وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والإخافة والتهديد والرهبة ، وهو يعلم سفهه ، ويطّلع على خبثه ورهقه ، ويعاين سكرانه وفجوره وكفره.
فلمّا تمكّن منه ما مكّنه منه ووطّأه له ، وعصى الله ورسوله فيه ، طلب بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين ، فأوقع بأهل الحرّة الوقيعة التي لم يكن في الإسلام أشنع منها ولا أفحش ، ممّا ارتكب من الصالحين فيها ، وشفى بذلك عَبَد نفسه وغليله ، وظنّ أنْ قد انتقم من أولياء الله وبلغ النوى لأعداء الله ، فقال مجاهراً بكفره ، ومظهراً لشركه :
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرم من ساداتكم |
|
وعدلنا ميل بدرٍ فاعتدل |
فأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا : يا يزيد لا تُشل |
__________________
(١) راجع الصفحة ١٩٣ ه ١