وبعد الفراغ من البحث ، نرى من الضروريّ التعرّض لبعض المسائل المتعلّقة بحركة الإمام عليهالسلام وواقعة الطفّ ، تقويةً لعقيدة أهل الإيمان ، ودحضاً لتشكيكات بعض أهل النصب والنفاق :
التغيّرات السماوية والحوادث الكونيّة
إنّ الأخبار المعتبرة في كتب القوم المشهورة المعتمدة ، في أنّ السماء صارت تمطر دماً بعد استشهاد الإمام وأصحابه ، وأنّه ما رُفع حجر من الأرض إلّاوتحته دم ، وأنّه ما ذُبح جزور إلّاوكان كلّه دماً ، وأنّ الشمس انكسفت ، وأنّ من شارك في قتله قد ابتُلي بعاهة ... هذه الأخبار كثيرة ، تجدها في : «دلائل النبوّة» للبيهقي ، و «معرفة الصحابة» لأبي نُعيم ، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي ، و «البداية والنهاية» لابن كثير ، و «مجمع الزوائد» للهيثمي ، و «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ، وفي غير هذه الكتب.
ونحن نكتفي بإيراد بعض ما نصَّ الحافظ الهيثمي والحافظ ابن كثير ـ وهما من نقدة الحديث عندهم ـ على صحّته أو حسنه سنداً :
قال الهيثمي : «عن أُمّ حكيم ، قالت : قُتل الحسين وأنا يومئذٍ جويرية ، فمكثت السماء أيّاماً مثل العلقة».