يولّيه جباية خراج حمص ، فلمّا قدم عبد الرحمن حمص منصرفاً من بلاد الروم ، دسّ إليه ابن أثال شربةً مسمومةً مع بعض مماليكه ، فشربها ، فمات بحمص ، فوفّى معاوية بما ضمن له ، وولّاه خراج حمص ووضع عنه خراجه» (١).
قال ابن عبد البرّ : «ثمّ دخل أخوه المهاجر بن خالد دمشق مستخفياً هو وغلام له ، فرصدا ذلك اليهودي ، فخرج ليلاً من عند معاوية ، فهجم عليه ومعه قوم هربوا عنه ، فقتله المهاجر.
وقصّته هذه مشهورة عند أهل السير والعلم بالآثار والأخبار ، اختصرناها ، ذكرها عمر بن شبّة في أخبار المدينة ، وذكرها غيره» (٢).
وذكر ابن عساكر أنّ معاوية حبس خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد ، ولم يخرج من الحبس حتّى مات معاوية (٣).
عاقبة أمر زياد بن أبيه
بقي أنْ نذكر عاقبة أمر زياد بن أبيه ، فإنّه أشار على معاوية أن لا يعجل في استخلاف يزيد ، كما أمر يزيد بالكفّ عن كثير ممّا كان يصنع ؛ وفي بعض المصادر ما يفيد أنّه كان يريدها لنفسه ، ويشهد بذلك
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٦ / ١٦٤ رقم ١٨٩٧ ، وانظر : أنساب الأشراف ٥ / ١١٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٠٩ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٥ حوادث سنة ٤٦ ه
(٢) الاستيعاب ٤ / ١٤٥٣ رقم ٢٥٠٣ ، أُسد الغابة ٤ / ٥٠٢ رقم ٥١٢٨ ، ولم نجده في كتاب ابن شبّة المطبوع
(٣) تاريخ دمشق ١٦ / ٢١٥ رقم ١٩١٩