«وما نُقل من أنّ عمر بن سعد بن أبي وقّاص قتله ، فلا يصحّ ، وسبب نسبته إليه أنّه كان أمير الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد لقتاله ، ووعده إنْ ظفر أن يولّيه الريّ ، وكان في تلك الخيل ـ والله أعلم ـ قوم من أهل مصر وأهل اليمن» (١).
العثمانيّون في جيش ابن زياد
ثمّ إنّ في كلمات غير واحدٍ من رجال جيش ابن زياد في يوم العاشر من المحرّم ، الثناء البالغ والترحّم الصريح على عثمان بن عفّان ، بل أعلن بعضهم بأنّه على «دين عثمان»!! بل إنّ بعضهم قد باهل على ذلك!! :
روى الطبري ، عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس ، قال :
«وخرج يزيد بن معقل ـ من بني عميرة بن ربيعة ، وهو حليفٌ لبني سليمة ، من عبد القيس ـ فقال : يا بُرير بن حضير! كيف ترى صنع الله بك؟!
قال : صنع اللهُ ـ واللهِ ـ بي خيراً وصنعَ الله بك شرّاً.
قال : كذبتَ ، وقبل اليوم ما كنت كذّاباً ، هل تذكر ـ وأنا أُماشيك في بني لوذان ـ وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً ، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالٌ مضلٌّ ، وإنّ إمام الهدى والحقّ عليُّ بن أبي طالب؟!
فقال له برير : أشهد أنّ هذا رأيي وقولي.
فقال له يزيد بن معقل : فإنّي أشهد أنّك من الضالّين.
__________________
(١) ذخائر العقبى : ٢٥٠