وفي مثل هذه الظروف وعلى عهد معاوية! وردت على الإمام الحسين عليهالسلام كتبٌ من الكوفة.
قال ابن كثير : «قالوا : لمّا بايع الناس معاوية ليزيد ، كان حسين ممّن لم يبايع له ، وكان أهل الكوفة يكتبون إليه يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية ، كلّ ذلك يأبى عليهم ، فقدم منهم قوم إلى محمّد بن الحنفيّة يطلبون إليه أن يخرج معهم ، فأبى ، وجاء إلى الحسين يعرض عليه أمرهم ، فقال له الحسين : إنّ القوم إنّما يريدون أنْ يأكلوا بنا ويستطيلوا بنا ويستنبطوا دماء الناس ودماءنا ...» (١).
وقد كتب إليهم عليهالسلام كتاباً يأمرهم بالصبر ، ويقول لهم في ما رواه البلاذري وغيره : «فالصقوا بالأرض ، وأخفوا الشخص ، واكتموا الهوى ، واحترسوا ... ما دام ابن هند حيّاً ، فإن يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي» (٢).
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٢٩ حوادث سنة ٦٠ ه ، وانظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٢ رقم ١٣٧٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ رقم ٤٨
(٢) أنساب الأشراف ٣ / ٣٦٦ ، الأخبار الطوال : ٢٢٢