أن يطلب منهم البيعة.
فكتب سعيد بن العاص إليه :
«أمّا بعد ، فإنّك أمرتني أنْ أدعو الناس لبيعة يزيد ابن أمير المؤمنين ، وأنْ أكتب إليك بمن سارع ممّن أبطأ ، وإنّي أُخبرك أنّ الناس عن ذلك بطاء ، لا سيّما أهل البيت من بني هاشم ، فإنّه لم يجبني منهم أحد ، وبلغني عنهم ما أكره ...
فكتب معاوية إلى عبد الله بن العبّاس وإلى عبد الله بن الزبير وإلى عبد الله بن جعفر وإلى الإمام الحسين عليهالسلام ، كتباً ، وأمر سعيد بن العاص أنْ يوصلها إليهم ويبعث بجواباتها» (١).
٥ ـ السفر إلى الحجاز والخديعة
ثمّ إنّه قد اضطرّ معاوية إلى السفر إلى الحجاز ، فاجتمع بالأربعة الّذين كاتبهم ، وتحدّث معهم ، ولم يسفر ذلك عن نتيجة ... فخرج في يوم من الأيّام ودخل المسجد ومعه رجاله من أهل الشام ويبلغون الألف ، ونودي له في الناس فاجتمعوا إليه ، والإمام الحسين عليهالسلام ، وعبد الرحمن وابن الزبير وابن عمر جالسون عند المنبر ، فخطب وقال :
«أيّها الناس! إنّا وجدنا أحاديث الناس ذات عوار ، وإنّهم قد زعموا أنّ الحسين بن عليّ ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، لم يبايعوا يزيد ؛ وهؤلاء الرهط الأربعة هم عندي سادة المسلمين وخيارهم ، وقد دعوتهم إلى البيعة فوجدتهم إذاً سامعين
__________________
(١) انظر : الإمامة والسياسة ١ / ١٩٩ و ٢٠٠