قال الذهبي : وكان النعمان بن بشير منقطعاً إلى معاوية.
وإنّه لمّا عُزل عن الكوفة ورجع إلى الشام ولي قضاء دمشق ، ثمّ ولي إمرة حمص مدّةً (١) ....
وكان النعمانُ أحدَ رسلِ يزيدَ إلى ابن الزبير (٢).
وكان الرجل ـ كأبيه ـ من رجالات حركة النفاق (٣) ...
ومن كلّ ذلك نفهم :
أوّلاً : إنّ لنصبه على الكوفة من قبل معاوية قبيل وفاته سرّاً ...
وثانياً : إنّ يزيد أقرّه عليها.
وثالثاً : إنّ يزيد لم يغضب عليه لتهاونه ـ بحسب الظاهر ـ أمام تحرّكات مسلم بن عقيل وأصحابه ، بل ولّاه الولايات ، وكان من المقرّبين عنده حتّى اليوم الأخير.
ورابعاً : إنّ دوره ومنزلته ومسؤوليّته كانت بحيث إنّه لم يُعْنِ باعتراضات عيون بني أُميّة وشيعة يزيد في الكوفة ... لكنّهم كانوا لا يعلمون بالخطّة.
__________________
(١) انظر : تاريخ دمشق ٦٢ / ١١١ رقم ٧٨٩٧ ، أخبار القضاة ـ لوكيع ـ ٣ / ٢٠١ ، الإصابة ٦ / ٤٤٠ رقم ٨٧٣٤ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٨ / ١٧٦ رقم ٢٧٥٧ ، الاستيعاب ٤ / ١٤٩٨ و ١٤٩٩ رقم ٢٦١٤
(٢) الأخبار الطوال : ٢٦٣
(٣) فقد تقلّد هو المناصب الخطيرة لبني أُميّة.
أمّا أبوه فقد كان أحد رجالات أحداث السقيفة ؛ انظر : المنتظم ٣ / ١٦ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٩٤ ، البداية والنهاية ٥ / ١٨٨