أقول :
روى ابن العربي المالكي أخبار عهد معاوية لابنه يزيد وكيفيّة أخذه البيعة له ، إلى أن قال :
«فإنْ قيل : ليس فيه شروط الإمامة.
قلنا : ليس السنّ من شروطها ، ولم يثبت أنّه يقصر يزيد عنها.
فإن قيل : كان منها العدالة والعلم ، ولم يكن يزيد عدلاً ولا عالماً.
قلنا : وبأيّ شيء نعلم عدم علمه أو عدم عدالته؟! ولو كان مسلوبهما لذكر ذلك الثلاثة الفضلاء الّذين أشاروا عليه بأنْ لا يفعل ، وإنّما رموا إلى الأمر بعيب التحكّم ، وأرادوا أن تكون شورى.
فإن قيل : كان هناك من هو أحقّ منه عدالةً وعلماً ، منهم مئة وربّما ألف.
قلنا : إمامة المفضول ـ كما قدّمنا ـ مسألة خلاف بين العلماء كما ذكر العلماء في موضعه» (١).
قال :
«وقد حسم البخاري الباب ، ونهج جادّة الصواب ، فروى في صحيحه ما يبطل جميع هذا المتقدّم ، وهو أنّ معاوية خطب وابن عمر حاضر في خطبته ...» (٢) ، فأورد أخبار بيعة عبد الله بن عمر ليزيد ، فقال :
__________________
(١) العواصم من القواصم : ٢٠٦ ـ ٢٠٧
(٢) العواصم من القواصم : ٢٠٧