(الْفُرْقانَ) : هو الفرق سمّي به القرآن لنزول آياته متفرقة أو لتمييزه الحق من الباطل ، ويؤيد هذا المعنى إطلاق الفرقان في كلامه على التوراة أيضا مع نزولها دفعة واحدة ، قال الراغب في المفردات : والفرقان أبلغ من الفرق لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل ، وتقديره كتقدير رجل قنعان يقنع به في الحكم ، وهو اسم لا مصدر في ما قيل ، والفرق يستعمل فيه وفي غيره (١).
(لِلْعالَمِينَ) : جمع عالم ، ومعناه : الخلق. قال في الصحاح : العالم الخلق والجمع العوالم ، والعالمون أصناف الخلق.
* * *
القرآن مصدر الخير الإلهي
(تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ). إننا إذا تطلعنا إلى الله سبحانه في عظمته ورحمته ، فإننا نتطلع إلى الخير الكثير الصادر منه الّذي يملأ الكون والناس والحياة ، لنستغرق في ذلك كله ، فنرى في ذاته ينبوع الخير الذي لا نهاية له ولا انقطاع ، ونتوجه إليه أن يمنحنا منه كل ما نحتاج إليه لارتباط وجودنا بإرادته وبنعمته ورحمته ، ونستوحي من إنزاله القرآن على عبده محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف ينطلق الخير ليتحرك في توجيه الإنسان إلى ما فيه صلاحه في انفتاحه على الله في آفاق المعرفة ليلتقي بالمسؤولية في حركته في الدنيا السائرة نحو الآخرة من أجل مواجهة نتائج المسؤولية بين يديه ، مما يجعل من التصور للقرآن تصورا للخير الإلهي الروحي الذي ينزله على رسوله تماما كما ينزل المطر على الأرض ليمنحها الخير والبركة التي تنتج الخصب والرخاء.
__________________
(١) الأصفهاني ، الراغب ، معجم مفردات ألفاظ القرآن ، دار الفكر ، ص : ٣٩٢.