(أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ)
(أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) مما يدل على انحراف طبيعي في حركة الغريزة التي تنطلق لتلبية حاجاتها الذاتية لدى المرأة من خلال ما أعدها الله له من التكامل الروحي والجسدي مع الرجل على أساس العناصر الطبيعية الحيويّة في الإنسان ، (وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ) في الحاجات الطبيعية في التنوع الجسدي في وظائفه الخاصة المميزة؟! (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ) تتحركون في مواقع الاعتداء على الطبيعة والفطرة والشريعة ، وعلى حق الله عليكم بالإطاعة له في أوامره ونواهيه.
(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) المطرودين من أرضنا ، لأنك تدعو إلى تغيير عاداتنا ، وتسفيه أحلامنا ، وتشوية صورتنا ، والتنكّر لرغباتنا ، وتتدخل ـ بعد ذلك ـ بما لا يعنيك ، لأننا نملك الحرية في التصرف بأجسادنا بالطريقة التي تحلو لنا ، بعيدا عن القيود والحدود. وما دخل الله في ذلك كله ، وما دخل الشريعة في تبديل الأمزجة الإنسانية؟ لقد تعدّيت حدودك ـ يا لوط ـ وتجاوزت الخطوط الحمراء التي لا يجوز لإنسان متوازن أن يتجاوزها ، بل يجب عليه مراعاة اللياقات الاجتماعية ، فلا يسيء لعاداته وتقاليده.
* * *
منطق دعاة حرية الشذوذ الجنسي
ولكن الحقيقة ، أمام المنطق الذي يمكن أن يستوحى من تصورات قوم لوط ، في ما ينطق به أتباعهم المعاصرون من الداعين إلى حرية الشذوذ الجنسي المذكر ، كقضية من قضايا الحرية الفردية المقدّسة ، أن ذلك لا يمثل