نوع من أنواع العذاب الذي ينتظركم في النار ، وربما كان المعنى ، أن هذا النداء لن يفيدكم سواء أطلقتموه مرّة واحدة ، أو أكثر من مرة ، لأن العذاب سيستمر ، فلا ينفع فيه الدعاء والاستغاثة أصلا.
* * *
مصير المصدقين بالرسالة
(قُلْ) لهم ـ يا محمد ـ : (أَذلِكَ) السعير الذي تواجهونه في النار جزاء لكفركم وعصيانكم (خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) الذين آمنوا بالله واتقوه وجاهدوا في سبيله من موقع إحساسهم بالمسؤولية من خلال ما رزقهم الله من سمع وبصر ، ووهبهم من عقل ، مما يحركونه في سبيل المعرفة ، ويصلون من خلاله إلى مستوى الإيمان واليقين (كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً) حيث أعطاهم الله من فضله ، وفتح لهم جنته ، واحتواهم برضوانه ومنحهم حرية الاختيار والتمني ، فليس هناك شيء مما يحبونه يحرمون منه ، فلهم أن يطلبوا ما يريدون (لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ) فهم قد حرموا أنفسهم الكثير مما حرمه الله في الدنيا ، وقد صبروا على مرارة الجهاد في سبيل الله ، طمعا بما وعدهم الله من رضوانه ، وما أشار به إليهم من نعيمه في جنته. وها هم الآن يصلون إلى الله في مواقع لطفه وحنانه ، فلا جهد ولا مرارة ولا حرمان ، بل هو الراحة والحلاوة والعطاء الإلهي الذي لا يقف عند حدّ ، فليطلبوا ، فكل شيء في متناول أيديهم ، وليحلموا فلن ينتظروا أيّة لحظة في سبيل تحقيق أحلامهم ، وليشتهوا ، فينالوا كل مشتهياتهم ، (خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً) فقد وعدهم الله ذلك الوعد على مستوى الواقع ، وقد سألوه في مشاعرهم وفي ابتهالاتهم ، وها هو الجواب على تطلعات ذلك السؤال الذي التقت به الدنيا والآخرة.