الخسة والدناءة. ومرادهم أن متبعيه هم من ذوي الأعمال الرذيلة والخسيسة.
(الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : السفينة الممتلئة.
* * *
حوار نوح مع قومه
ومن قبل ذلك كان نوح النبي أحد أنبياء أولي العزم ، الذي كانت له جولة طويلة مع قومه عبر الرسالة الّتي أرسله الله بها إليهم يدعوهم إلى الإيمان بالله وتوحيده ونهجه السليم وصراطه المستقيم ، ولكنهم لم يؤمنوا بذلك كله بل تمردوا عليه ، وساروا شوطا طويلا في خط المواجهة معه بكل أساليب السخرية والتمرد والعصيان في كل مواقعهم ومواقفهم.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) الذين يمثلهم هذا النبي الكريم في دعوته التي تلتقي في عناصرها الأساسية برسالاتهم. وبذلك كان تكذيبهم له تكذيبا لهم لأنهم يتفقون في دعوة التوحيد ، ولذا عدّ الله سبحانه الإيمان ببعض رسله دون بعض كفرا بالجميع ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً* أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) [النساء : ١٥٠ ـ ١٥١].
(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) الله في ما أمركم به ونهاكم عنه في شريعته ، وتراقبونه ، وتخافون مقامه ، ليكون في وجدانكم الشعور بالمسؤولية الفكرية في كل معتقداتكم ، وبالمسؤولية العملية في عملكم. والتعبير بالأخوّة فيه بعض الإيحاء بالعمق الإنساني الذي يربط النبيّ بقومه ، لأن الأخوّة تمثل التواصل الشعوري الذي يحتضن آلام الإخوة وآمالهم ، ويتعهد حياتهم باللطف