عليه منها إلّا ما ورد به الإذن الشّرعيّ : إمّا (١) من الكتاب ، أو السّنّة ، وما عدا ذلك لا (٢) يجوز إطلاقه عليه وإن كان معناه صادقا عليه ، وليس المراد بهاتين الصّفتين أنّ له آلة يسمع بها المسموعات ، أو (٣) آلة يبصر بها المبصرات ؛ كما في حقّنا ، لأنّ ذلك إنّما يكون للأجسام ، والله تعالى ليس بجسم ، لما يأتي (٤) بيانه (٥).
بل معناه : أنّه تعالى يعلم المسموعات ، ويعلم المبصرات ، فمعنى قولنا : انّه سميع ، أي : أنّه (٦) يعلم المسموعات ، بصير ، أي : يعلم المبصرات.
وأمّا الدّليل على كونه سميعا بصيرا بهذا المعنى ؛ فلما تقدّم من بيان أنّه تعالى عالم بجميع المعلومات الّتي من جملتها المسموعات والمبصرات (٧) ، فثبت أنّه سميع بصير بهذا المعنى ، وهو المطلوب.
__________________
(١) «ج» : فإمّا.
(٢) «ج» : فلا.
(٣) «ج» : و.
(٤) «ج» : سيأتي.
(٥) في ص : ٦٩.
(٦) ليست في «ج».
(٧) راجع ص : ٦١.