عليّ ، ثمّ الحسن ، ثمّ الخلف الحجّة «صلوات الله عليهم أجمعين» ، لأنّ كلّ إمام منهم نصّ على من بعده نصّا متواترا بالخلافة (١) ولأنّ الإمام يجب أن يكون معصوما ، وغيرهم ليس بمعصوم ، بإجماع المسلمين ، فتعيّنت الإمامة فيهم صلوات الله عليهم أجمعين.
أقول : أئمّة الحقّ بعد عليّ عليهالسلام أحد عشر إماما ، وهم : السّبطان الحسن والحسين ابنا عليّ بن أبي طالب ، وعليّ بن الحسين زين العابدين ، ومحمّد بن عليّ الباقر ، وجعفر بن محمّد الصّادق ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعليّ بن موسى [الرّضا] ، ومحمّد بن عليّ التّقيّ الجواد ، وعليّ بن محمّد النّقيّ الهادي ، والحسن بن عليّ العسكريّ ، والخلف الصّالح (٢) المهديّ محمّد بن الحسن ، صاحب الزّمان «صلوات الله عليهم أجمعين».
والدّليل على إمامتهم ؛ من وجوه :
الأوّل : النّصّ من النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما تقدّم من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسين عليهالسلام : (أنت إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمّة تسعة ؛ تاسعهم قائمهم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا) (٣).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (عدد الأئمّة من بعدي عدد نقباء بني إسرائيل) (٤).
__________________
(١) جاء ذلك في روايات كثيرة ، منها : ما روي أنّ الله تعالى أنزل إلى النّبيّ (ص) كتابا مختوما باثني عشر خاتما ، وأمره أن يدفعه إلى أمير المؤمنين (ع) ، ويأمره أن يفضّ الخاتم الأوّل فيه ، فيعمل بما تحته ، ثمّ يدفعه عند وفاته إلى الحسن (ع) ، ويأمره بفضّ الخاتم الثّاني ويعمل بما تحته ، ثمّ يدفعه عند حضور وفاته إلى الحسين ، فيفضّ الخاتم الثّالث ويعمل بما تحته ، ثمّ يدفعه عند وفاته إلى ابنه عليّ بن الحسين ويأمره بمثل ذلك ، ثمّ يدفعه إلى ابنه محمّد بن عليّ ، ويأمره بمثل ذلك ، ثمّ يدفعه إلى ولده ، حتّى ينتهي إلى آخر الأئمّة (ع). إعلام الورى : ٢٩١.
(٢) «ج» : الحجّة.
(٣) تقدّم تخريجه في ص : ٨٨.
(٤) مسند أحمد ١ : ٣٩٨ ، عوالي اللّئالي ٤ : ٩٠ ح ١٢٣ ، الخصال ٢ : ٤٦٧ ـ ٤٦٩ ، إحقاق الحقّ ١٣ : ٤٥ ، إثبات الهداة ١ : ٧١٧.