والدّليل عليه ؛ أنّه لو لا ذلك ، للزم أحد امور ثلاثة :
أمّا القول [بإمامة غيره ، فيكون قولا بإمامة غير معصوم ، وهو باطل لما تقدّم. أو القول] بعصمة غيره ، وهو باطل بالإجماع.
أو خلوّ الزمان من الإمام ، فيلزم أن يكون الله تعالى مخلّا بالواجب تعالى الله عن ذلك ، وقد نقل عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : (لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم أو بعض يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يظهر فيه قائمنا أهل البيت) (١).
وأمّا وجوده ؛ فقد شاهده جماعة كثيرة في زمان أبيه عليهالسلام ، وبعد موته أيضا.
وأمّا استبعاد الخصم طول عمره هذه المدّة ، فانّه غير مقبول ، لأنّ بقاء (٢) هذه المدّة وضعفها ممكن ، والله تعالى قادر على كلّ ممكن. مع أنّه قد عاش قبله من الأنبياء أكثر من عمره من السّعداء ، مثل : نوح [عليهالسلام ، ومثل : الخضر عليهالسلام] (٣) ، ومن الأشقياء ، مثل : السّامريّ والدّجّال.
وأمّا سبب غيبته عليهالسلام ؛ فلا يجوز أن يكون من الله [تعالى] ، لأنّه تعالى يجب عليه نصبه وتمكينه ، ولا منه عليهالسلام ، لأنّه معصوم ويجب عليه القيام بأمور الإمامة (٤) ، ولا (٥) يجوز [له] أن يترك ما يجب عليه لعصمته ، فتعيّن أن يكون
__________________
(١) رواه جمع غفير من علماء العامّة ، انظر : سنن أبي داود ٤ : ١٠٦ ح ٤٢٨٢ ، سنن التّرمذيّ ٤ : ٥٠٥ ج ٢٢٣٠ ـ ٢٢٣١ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٩٢٨ ٢٧٧٩ ، الجامع الصّغير للسّيوطيّ ٢ : ١٣١ ، ومن طريق الخاصّة : رواه الشّيخ الطّوسي في الغيبة : ١١٢ ، والأميني في الغدير ٧ : ١٢٥ ، وغيرهما.
(٢) «ج» : بقاءه.
(٣) في النّسخة الحجريّة : مثل نوح وخضر عليهماالسلام.
(٤) «ج» : الأمّة.
(٥) «ج» : فلا.