نوع من التضايف وذلك لأن المقابل لا يعقل إلا مقيسا إلى غيره لكن باعتبار عروض التقابل فإن المقابل لا من هذه الحيثية قد لا يكون مضايفا فإن ذات السواد وذات البياض لا باعتبار التقابل ليسا من المتضايفين فإذا أخذ السواد مقابلا للبياض كان نوعا من المضاف المشهوري فقد ظهر أن الجنس أعني المقابل من حيث هو مقابل يندرج تحت التضايف باعتبار عروض التقابل ولا استبعاد في أن يكون الشيء أخص أو مساويا من نوعه باعتبار عارض يعرض له.
قال : ومقوليته عليها بالتشكيك وأشدها فيه الثالث.
أقول : التقابل يقال على أصنافه الأربعة لا بالسوية بل بالتشكيك فإن تقابل الضدين أشد في التقابل من تقابل السلب والإيجاب وذلك لأن ثبوت الضد يستلزم سلب الآخر وهو أخص منه دون العكس فهو أشد في العناد للآخر من سلبه.
وقيل إن تقابل السلب والإيجاب أشد من تقابل التضاد لأن الخير لذاته خير وهو ذاتي وإنه ليس بشر وأنه عرضي واعتقاد أنه شر يرفع العرضي وأنه ليس بخير يرفع الذاتي فيكون منافاة السلب أشد.
قال : ويقال للأول تناقض ويتحقق في القضايا بشرائط ثمان.
أقول : تقابل السلب والإيجاب إن أخذ في المفردات كقولنا زيد لا زيد فهو تقابل العدم والملكة ، وإن أخذ في القضايا سمي تناقضا كقولنا زيد كاتب ، زيد ليس بكاتب وهو إنما يتحقق في القضايا بثمان شرائط.
(الأول) وحدة الموضوع فيهما فلو قلنا زيد كاتب ، عمرو ليس بكاتب لم تتناقضا وصدقتا معا.
الثاني وحدة المحمول فلو قلنا زيد كاتب ، زيد ليس بنجار لم تتناقضا وصدقتا معا.
الثالث وحدة الزمان فلو قلنا زيد موجود الآن ، زيد ليس بموجود أمس أمكن صدقهما.