وفيه ذكر وفد «بُزَاخَة» هى بضم الباء وتخفيف الزاى : موضع كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه.
(بزر) (س) في حديث عليّ يوم الجمل «ما شبّهت وقع السيوف على الهام إلا بوقع البَيَازِر على المواجن» البَيَازِر : العصىّ واحدتها بَيْزَرَة ، وبَيْزَارَة. يقال : بَزَرَهُ بالعصا إذا ضربه بها. والمواجن : جمع ميجنة وهى الخشبة التى يدّق بها القصّار الثوب.
(س) وفي حديث أبى هريرة «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ينتعلون الشّعر وهم البَازِر» قيل بَازِر ناحية قريبة من كرمان بها جبال ، وفي بعض الروايات : هم الأكراد ، فإن كان من هذا فكأنه أراد أهل البَازِر ، ويكون سمّوا باسم بلادهم. هكذا أخرجه أبو موسى في حرف الباء والزاى من كتابه وشرحه. والذى رويناه في كتاب البخارى عن أبى هريرة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «بين يدى الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشّعر وهو هذا البارز» وقال سفيان مرّة : وهم أهل البارز ، ويعنى بأهل البارز أهل فارس كذا هو بلغتهم. وهكذا جاء في لفظ الحديث كأنه أبدل السين زايا فيكون من باب الباء والراء لا من باب الباء والزاى. والله أعلم. وقد اختلف في فتح الراء وكسرها. وكذلك اختلف مع تقديم الزّاى.
(بزز) (ه) في حديث أبى عبيدة «إنه ستكون نبوّة ورحمة ، ثم كذا وكذا ، ثم تكون بِزِّيزَى وأخذ أموال بغير حق» البِزِّيزَى ـ بكسر الباء وتشديد الزاى الأولى والقصر ـ : السّلب والتغلّب. من بَزَّهُ ثيابه وابْتَزَّهُ إذا سلبه إيّاها (١). ورواه بعضهم بزبزيّا ، قال الهروى : عرضته على الأزهرى فقال هذا لا شىء. وقال الخطابىّ : إن كان محفوظا فهو من البَزِبزَةِ : الإسراع في السّير ، يريد به عسف الولاة وإسراعهم إلى الظّلم.
(س) فمن الأوّل الحديث «فَيَبْتَزُّ ثيابى ومتاعى» أى يجرّدنى منها ويغلبنى عليها.
ومن الثانى الحديث الآخر «من أخرج صدقته (٢) فلم يجد إلّا بَزْبَزِيّاً فيردّها» هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل.
وفي حديث عمر «لمّا دنا من الشام ولقيه الناس قال لأسلم : إنهم لم يروا على صاحبك بِزَّةَ
__________________
(١) ومنه المثل : «من عزّ بَزَّ» أى من غلب سلب.
(٢) في الأصل واللسان : ضيفه. والمثبت من ا.