بالغير ، ولكنّه منعقد لأنّ نفس البيع غير مقصود بالنّهى ، فإنه لا خلل فيه. الثانى أن يرغّب المشترى في الفسخ بعرض سلعة أجود منها بمثل ثمنها ، أو مثلها بدون ذلك الثّمن ، فإنه مثل الأوّل في النّهى وسواء كانا قد تعاقدا على المبيع أو تساوما وقاربا الانعقاد ولم يبق إلا العقد ، فعلى الأوّل يكون البَيْع بمعنى الشراء ، تقول : بِعْتُ الشىء بمعنى اشتريته ، وهو اختيار أبى عبيد ، وعلى الثانى يكون البيع على ظاهره.
(ه) وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه كان يغدو فلا يمرّ بسقّاط ولا صاحب بِيعَة إلا سلّم عليه» البِيعَة بالكسر من البيع : الحالة ، كالرّكبة والقعدة.
وفي حديث المزارعة «نهى عن بَيْع الأرض» أى كرائها.
وفي حديث آخر «لا تَبِيعُوها» أى لا تكروها.
وفي الحديث «أنه قال : ألا تُبَايِعُونِي على الإسلام» هو عبارة عن المعاقدة عليه والمعاهدة ، كأنّ كلّ واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره. وقد تكرر ذكرها في الحديث.
(بيغ) (ه) فيه «لا يَتَبَيَّغْ بأحدكم الدّم فيقتله» أى غلبة الدّم على الإنسان ، يقال تَبَيَّغَ به الدّم إذا تردّد فيه. ومنه تَبَيَّغَ الماء إذا تردّد وتحيّر في مجراه. ويقال فيه تبوّغ بالواو. وقيل إنه من المقلوب. أى لا يبغى عليه الدم فيقتله ، من البغى : مجاوزة الحدّ ، والأوّل الوجه.
ومنه حديث عمر رضى الله عنه «ابغنى خادما لا يكون قحما فانيا ، ولا صغيرا ضرعا ، فقد تَبَيَّغَ بى الدّم».
(بين) (ه) فيه «إنّ من البَيَان لسحرا» البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ ، وهو من الفهم وذكاء القلب ، وأصله الكشف والظّهور. وقيل معناه أنّ الرجل يكون عليه الحقّ وهو أقوم بحجّته من خصمه فيقلب الحقّ ببيانه إلى نفسه ؛ لأنّ معنى السّحر قلب الشىء في عين الإنسان ، وليس بقلب الأعيان ، ألا ترى أنّ البليغ يمدح إنسانا حتى يصرف قلوب السّامعين إلى حبه ، ثم يذمّه حتى يصرفها إلى بغضه.
ومنه «البذاء والبَيَان شعبتان من النّفاق» أراد أنّهما خصلتان منشؤهما النّفاق ، أمّا البذاء وهو الفحش فظاهر ، وأما البَيَان فإنما أراد منه بالذم التّعمّق في النّطق والتّفاصح وإظهار التّقدّم فيه على